في هذه التدوينة التي كانت تجول فكرتها في خاطري منذ مدة، قمت بتعداد خمسة أسباب منطقية مبنية على دراسات رسمية متعلقة بسوق الانترنت العربية و مشاريع الويب فيها.

1 ـ هدفنا مشترك
ما قد يكون السبب الأول في ضرورة الاستثمار في المشاريع العربية على الإنترنت هو الهدف منها، بغض النظر عن الفئة المستهدفة أو الخدمة التي يقدمها الموقع، فهدفنا المشترك هو تطوير المحتوى العربي على الانترنت.

دراسات و اِحصائيات تشير إلى كون المحتوى العربي يغطي %3 فقط من كل المحتوى على الانترنت، و هذا شيء ضعيف حقا مقارنة بالمواهب و المهارات التي تتوفر عليها منطقة الشرق الأوسط و شمال اِفريقيا و كل العرب عموما.
دعم هذه النسبة المئوية بضخ أموال في المشاريع العربية الهادفة، حتما سيساهم في تطوير مستوى المحتوى العربي و جعل الخدمات المقدمة أكثر استهدافها و اِنتشارا كغيرها من باقي الخدمات الأجنبية.

2 ـ السبع سنوات الماضية و المقبلة
عودة للاحصائيات و الأرقام، نمو العرب على الانترنت منذ سنة 2004 إلى 2011 وصل إلى %2.000 و هذه أسرع نسبة نمو أكبر حتى من نمو اللغة الصينية و الإنجليزية، و شكل الشرق الأوسط في سنة 2012 نسبة %3.7 من المجموع الكلي لمستخدمي الإنترنت حول العالم. و عدد مستخدمي الانترنت في كل دولة عربية يرتفع فوق سقف 10 ملايين شخص لكل دولة، هذا حتما سيوفر نجاحا لأي مشروع هادف عربي فالسوق العربية في نمو متزايد و فرص الاستثمار ترتفع معها في غضون السنوات المقبلة.

3ـ  نماذج
عرض الأسباب أحيانا قد لا يكون كافيا لاقناع أصحاب رؤوس الأموال، و لأكون أكثر دقة.. أي شخص يريد الاستثمار. مرت على تاريخ الانترنت العربية بعض النماذج لمشاريع ناجحة و حتى اِن كانت تخفي أرقاما عن مستخدميها.. مكتوب و صفقة البيع لشركة ياهوو العالمية تجاوزت سقف 70 مليون دولار، و هذا ما كان أول لفتة جادة للانترنت العربية، و تليها مشاريع أخرى مثل بيت دوت كوم الذي يتلقى استثمارات هي الأخرى تفوق 70 مليون دولار.. طبعا لا أقارن هذه الشركات العربية بمشاريع ناشئة عربية، لكن هذا لا يمنعها من وصول مستويات ربما تكون أعلى من المذكورة!

4 ـ الاستهداف و الأرباح
السبب الرابع هو ما قد يكون مهما أكثر من غيره، %61 من مستخدمي الانترنت العربية يستهدفون محتوى الترفيه و المحادثات و %28 يستهدفون مواقع الأخبار و البريد الإلكتروني.. طبعا هذا لا يعني عدم جدوى ابتكار مواقع أكثر استهدافا و بناء نماذج للربح منها، تطور الويب و الهواتف الذكية جعل من المستخدم العربي الآن يتوجه لاستعمال تطبيقات و خدمات تفيده في حياته اليومية، و وجود خدمات و حتى لو كانت متشابهة لكن بشرط أن تتميز عن الأخرى، فهذا يجعل من الاستهداف شيء أسهل، و بناء نموذج ربحي حتما سيكون ناجعا مع القليل من الاستثمار و ضخ مبلغ معين.

5ـ فقاعة الانترنت
شهدنا فقاعات كثيرة في عالم الانترنت، و برأيي فإننا نعيش واحدة الآن و هي خاصة بالعالم العربي، مبادرات كثيرة تهدف لتطوير المحتوى العربي على الانترنت، شركات و مواقع جديدة بأهداف خالصة و تقنيات عالية الأداء، تزايد مستمر في استخدام و تطوير البرمجيات العربية.. هذا كله قد يكون في صالح من يستثمر أولا في أحد المشاريع التي يجب عليه بالطبع دراستها و معرفة جوانبها الربحية و العملية بشكل عام، احصل على نصيب من الكعكة قبل فوات الأوان!
المصادر [1] [2] [3] [4]